التدريب كمفهوم … يعتبر من أبرز المفاهيم حضوراً في المجالات الإنسانية المختلفة، الإداري
منها والتربوي والاجتماعي والعلمي وغيرها، وهذا الحضور المكثف لمثل هذا المفهوم لا
شك أنّه يعبر عن أهمية خاصة ومحورية في الحياة البشرية بشكل عام وفي تلك المجالات
على وجه الخصوص، ذلك أنّها تعتبر الوسيلة الفاعلة في ردم الفجوة بين الحاضر
والمستقبل، وبين اللا معرفة والمعرفة، وبين اللا مهار والمهارة، وبين اللا قدرة
والقدرة …
ولذلك انعكست تلك الأهمية الخاصة لهذا المفهوم على مستوى العناية بها لدى الأفراد والأمم من خلال التقارير التنموية حيث يعتبر الاستثمار في المجال التدريب في مقدمة
المجالات الاستثمارية على المستوى المعنوي وعلى المستوى المادي…
غير أنّ التدريب -كممارسة- لا يزال يكتنفه الكثير من التحديات والصعوبات، خصوصاً عندما
يتعلق الأمر بقياس أثر التدريب، وعندما يتعلق الأمر بقدرته على تحقيق التكامل بين عناصر
التدريب الأساسية: المدرب – المتدرب – المنهج التدريبي، وهو ما يفرض على المهتمين
والممارسين أهمية تبني سياسات المراجعة الدورية والمستمرة وتفعيل كافة أساليب
واستراتيجيات التغذية الراجعة بهدف رصد النواتج والممارسات من أجل إجراءات التحسين
المستمر على مستوى مكونات النظام التدريب الثلاث:المدخلات والعمليات والمخرجات،
حيث أن ذلك سيكون من شأنه الوصول إلى مستوى الجودة الشاملة المأمولة.